الأربعاء، 22 أبريل 2015

الرجل الذي رسم وجوه الجهاديين على نعال الأحذية البالية!

عائشة علوان

عقيل خريف فنان قرر مؤخرا أن يغطي حائط بيته بأحذية قديمة عليها صور جهاديين من تنظيم الدولة الإسلامية. وقد التقينا هذا الفنان الذي يتغلب على مخاوفه بتحويلها إلى أعمال فنية.


"اخترت الأحذية البالية للتعبير عن رأيي في الصراع الدائر بين المسلمين"

أطلقت على هذا العمل اسم "وجوه داعش" لأنها وجوه مقززة، فهم يقومون بأعمال وحشية وهم قتلة يشيعون الموت والرعب أينما ذهبوا. لقد ربطت بعض وسائل الإعلام بين هذا العمل وبين الصحافي العراقي الذي ألقى حذاءه في وجه الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش عام 2008 ووصفوا هذا الفعل بأنه نوع من الشتيمة في العراق وفي العالم العربي. لكن عملي لا علاقة له بكل هذا.

أنا لا أحث إطلاقا على هذا النوع من الأعمال وأستطيع التأكيد بأن هذا التصرف ليس سائدا في بلدي. المادة الأولى لعملي هي أساسا مما أجمعه من القمامة وأحاول أن أعطيها شكلا جديدا. فأستخدم الأحذية البالية التي أجمعها من الإسكافيين في المنطقة لأنني أردت أن أعبر بطريقة مجازية عن الصراع الطائفي الداخلي الدائر منذ 1000 عام بين المسلمين [يلمّح هنا للشيعة والسنة].

أرى أن ارتداء حذاء لفترة طويلة يبليه ويشوه شكله الأصلي. وهذا الصراع الداخلي الضارب في القدم قد شوه الإسلام تماما اليوم. أنا اليوم أصنع من هذه الأحذية جدارية ستعرض في تموز في معرض بلندن.


داعش ليست مجرد جماعة من الجهاديين، فهذه الجماعة تمثل الطغاة العرب والمسؤولين الفاسدين وكل ممن يحضون على العداء بين الطوائف. تعرضت بسبب عملي لتهديدات عبر فيس بوك. ولا أدري إن كانت تلك التهديدات من أفراد داعش أم من مؤيديهم. على كل حال لا أظن أنني في وضع خطر، لأن وضعي أحسن من الجنود الذين أرسلوا إلى الجبهة أو عشرات النساء والأطفال الذين قتلهم الجهاديون. "أستوحي أفكاري مما أجده في القمامة" عملي على الأحذية أسال الكثير من الحبر مؤخرا. 

ولكنني لا أشغل نفسي بذلك. ما يهمني في الحقيقة هو التعبير عن المجتمع الذي أعيش فيه وعن هموم العراقيين اليومية. كل عمل من أعمالي له حكاية، فقد حولت مثلا هذه الدراجة الهوائية التي جمعتها من القمامة إلى قطعة فنية لعلّي أعوض ما حرمت منه فيه صغري. فعندما كنت طفلا لم يكن بوسعي شراء دراجة.

وعملت أيضا على مولدات الكهرباء التي انتشرت في السنوات الأخيرة في العراق في المتاجر والمنازل والشوارع.

هذه الأجهزة مصدر إزعاج كبير لذلك قررت تحويل هذا المولد القديم إلى شيء مريح فصنعت منه كرسيا.




وهذه الشوكة عمل بسيط أنجزته بعد أن استعاد الجيش العراقي تكريت من أيدي مقاتلي التنظيم منذ بضعة أسابيع. لقد جعلت أسنان الشوكة تبدو كالأصابع بإشارة النصر احتفالا بتحرير هذه المدينة.



هذا العمل طلبه مني مكتب الأمم المتحدة في بغداد بمناسبة اليوم العالمي للمرأة. صنعت هذا الحذاء الأحمر ووضعت عليه واقيا ذكريا لكي أوجه رسالة تقول إن الحق الوحيد الذي تتمتع به المرأة في العالم العربي هي حق المعاشرة الجنسية مع زوجها.


وأنجز حاليا عملا ضخما موضوعه الجوع وسيكون ضمن مجموعة أعمال في معرض جماعي مخصص للفن المعاصر سيقام في يوليو المقبل. وسيكون أول تظاهرة من نوعها في العراق.

Artikel Terkait

الرجل الذي رسم وجوه الجهاديين على نعال الأحذية البالية!
4/ 5
Oleh

Subscribe

Like the above article? Please feel free to subscribe via email